Advertisement

Main Ad

خيار العودة ام العيش في الخارج



Photo by Erik Odiin on Unsplash



في السنوات القليلة الماضية ، كان هناك ضجة كبيرة حول وضع المهاجرين في جميع أنحاء العالم ، ربما سمعت تعليقات مثل "يجب أن يعودوا إلى بلدهم" ، و "ليس لديهم مكان هنا" ، ومجموعة اشياء أخرى 


بالإضافة إلى الوافدين في أي بلد بسبب ظروف بلادهم التي لا تسمح لهم بالعودة ، لم تظل الهجرة محصورة فقط في هذا الوضع ، فالناس يهاجرون الآن لعدة أسباب


اذ سببت الحركة المستمرة للعالم اليوم ، في البحث عن بدائل أكثر موثوقية للمكان الذي يريدون العيش فيه وكيف يريدون العيش ، خاصة عندما يكون لديهم حلم يريدون مطاردته ، لكن لا يمكن تحقيقه في البلد الذي ولدوا فيه


في الولايات المتحدة على سبيل المثال ، يهاجر الأشخاص من ولاية إلى أخرى كل عامين ، كما تظهر سجلات بيانات CPS ، في المتوسط ​​، هاجر 6.5٪ من الأمريكيين من ولاية قضائية إلى أخرى كل عام


ووفقًا لمركز بيو للأبحاث ، فإن أكثر من 40 مليون شخص يعيشون في الولايات المتحدة ولدوا في بلد آخر ، وهو ما يمثل حوالي خمس المهاجرين في العالم


Photo by Andrew Schultz on Unsplash

على الرغم من أنه موضوع ساخن على جدول الأعمال العالمي اليوم ، إلا أنه في الواقع له جذور عميقة في تاريخ البشرية يعود إلى عشرات الآلاف من السنين.


كانت الحركات والهجرة بين المناطق الجغرافية مرتبطة بشكل أساسي بالعوامل الطبيعية اعتمادًا على ما إذا كانت الطبيعة تلبي احتياجات ومتطلبات العيش الكريم


اذ سهّل عدم وجود حدود سياسية تحرك الإنسان القديم ، حيث تم تقسيم معظم المناطق على أساس السمات الطبيعية مثل الأنهار والجبال والصحاري. مع مرور الوقت ، بدأت الحرب والاستعمار في تأجيج الهجرات أيضًا. وسعت الإمبراطوريات القديمة سلالتها بقائمة من المستعمرات مع توسع حدودها


لكن الحدود السياسية التي نعرفها اليوم لم تتشكل حتى نهاية القرن التاسع عشر, اذ سمحت الحركات بتفاعل كبير بين الناس ، وخلق التبادل الثقافي والتأثير المجتمعي من خلال الاختلاط مع الأعراق المختلفة ، مما كان له تأثير كبير في صعود وسقوط الحضارات.


بدون هذه الحركات ، العديد من الأشياء التي نراها اليوم لم تكن لتوجد


فالحركة المستمرة والتفاعل بين الثقافات والاعراق المختلفة امر طبيعي الحدوث


Photo by Miko Guziuk on Unsplash

اذ يبرز سؤال ملح وهو هل الانسان عالمي ام محصور ببقعة جغرافية؟


سؤال خطر ببالي بعد العيش في الخارج .. لماذا تنحصر معيشتنا على منطقة جغرافية معينة.


نظريتي تكمن هنا


على الرغم من أن فكرة السكن في منطقة جغرافية معينة جعلت الناس أكثر ارتباطًا ببعضهم البعض ، في مواجهة نفس الحياة وامتلاك مجتمع يفهم نضالهم ، إلا أنها جعلت الناس أكثر انغلاقاً على أنفسهم مركزين على أساس عرق معين أو مجتمع معين ، مع الادعاء بأن الشخص يجب أن ينتمي إلى منطقة جغرافية واحدة وقبيلة واحدة وثقافة واحدة ، وهو أمر يستحيل حدوثه اليوم إلا إذا كنت تريد أن تعيش في كهف معزول عن العالم


وهذه احدى الاسباب التي تجعل العديد من الفئات يرون أنفسهم وعرقهم متفوقين على الآخرين ، مع رغبة مستمرة في إفادة من يشبههم فقط ، مما يفسح المجال للعنصرية والتمييز.


يجب أن نتوقف قليلاً ونسأل أنفسنا سؤالاً صادقًا ، هل شعارات الحرية والديمقراطية تخص شعبًا معينًا ، أم هي للإنسانية جمعاء؟


ستحدد الإجابة عن أسئلة من هذا القبيل الكثير مما نواجهه اليوم ، وتساعدك على فهم أن اي شخص اختار العيش داخل بلده او الهجرة هو البحث في مكان يمكنهم فيه الازدهار والاستفادة أكثر، دون فقدان لثقافتهم وجذورهم و من هم


أقدر دائمًا أي شخص يتبنى بثقة من أين أتى دون إخفاء ثقافته فقط في سبيل الاندماج.


إذن للإجابة على سؤال ما إذا كان الرجل عالميًا أم لا؟ أعتقد أنها إجابة ذات اتجاهين .. نعم ولا


------------------


اخيرا وصلنا الى السؤال الاساسي .. خيار العيش في الخارج ام العودة؟


لا أستطيع الإجابة نيابة عنك ، الجميع مختلفون في رغبتهم وتفكيرهم وآمالهم وأحلامهم ، لكن يمكنني أن أخبرك بهذا …


يساعدك السفر إلى بلد آخر مرة واحدة على الأقل ، ومقابلة أشخاص من جنسيات مختلفة ، ورؤية مدن وثقافات مختلفة ، في قياس ما إذا كان هذا هو العيش المناسب لك أم لا ، اذ يتيح لك السفر الحصول على منظور جديد ، نظرة عامة جديدة حول الحياة وطريقة تفكير مختلفة


كنت أرغب دائمًا في العيش في الخارج ، اذ رأيت دائمًا فرصًا متعددة في السفر ، ومقابلة أشخاص جدد ، ومعرفة ثقافات جديدة ، فعندما قررنا العيش في الخارج منذ 9 سنوات (حسنًا من الناحية الفنية ، لم نقرر ، لم يكن لدينا خيار سوى المغادرة بسبب داعش في عام 2014) كان أفضل قرار بالنسبة لي ، لسبب ما.. وهو ان طوال حياتي لم أشعر أبدًا بالارتباط بالبلد الذي ولدت فيه (الموصل- العراق) ، ولم أشعر بهذا الشعور بالحنين إلى الوطن أو الشعور بالانتماء باستثناء منزل طفولتي واقاربي وأشيائي


لكن العيش بعيدًا له تحدياته ، فكما تكسب اشياء في العيش في الخارج تخسر بعض كذلك ، وكإنسان اعتاد العيش في المنطقة العربية اعتدنا على العلاقات البشرية ، من لقاء الأسرة في نهاية الأسبوع إلى الاجتماعات مع الأصدقاء بانتظام ، لقد وجدت ذلك كثيرًا من الصعب إعادة بناء العلاقات بعد الانتقال خارج المنطقة الشرقية 


اذا كيف يمكنك التأقلم كي لا تشعر بالعزلة؟



  • إن وجود مجتمع صغير حولك في أي بلد تعيش فيه يساعدك بالتأكيد كثيرًا على التكيف والتفاعل وبناء علاقات جديدة
  • خاصة إذا كنت تعرف لغة البلد الذي تتواجد فيه ، فستكون نقطة ممتازة بالنسبة لك
  • حاول الاختلاط ، وتقديم نفسك للناس ، وحضور أي حدث اجتماعي يحدث ، والمشاركة في أي دورات تحب أن تأخذها ، فهذا يساعدك حقًا على معرفة المزيد من الأشخاص بالإضافة إلى وجود اهتمامات مشتركة معهم

Post a Comment

0 Comments