Advertisement

Main Ad

مسؤولياتنا المجتمعية

 

a lot of snow in a city
photo by Filip Bunkens from Unsplash

تلقت أجزاء كثيرة من العالم الثلوج هذا العام ، و بالنسبة للكثيرين تصبح الثلوج فرصة للتزلج على الجليد أو القيام بالأنشطة ذات الصلة مثل صنع رجل ثلج ولعب الوالدين مع أطفالهم ، وبينما يستمتع الكثير من الناس بالتغيير في الفصول يحاول العديد العثور على ملجأ من البرد الشديد


فالعديد من الأشخاص ليس لديهم منزل يذهبون إليه للاحتماء من تغييرات الطقس، الذي أبقى الناس اما مشردين أو يعيشون في منزل بظروف سيئة ، الامر الذي جعل الطقس البارد صعب على الناس التأقلم معه


واخرون قد لا يجدون حل غير الاحتماء في احد الزقاقات وزوايا الشوارع الدافئة في بيع بعض الاشياء البسيطة للعيش ، فمن منا لم يصادفه فقير على الطرقات يتوسل للناس من اجل المال او اطفال يبيعون المناديل والمياه أو أشباه العازفين الذين يحاولون تقليد عازفي تحت الأنفاق في عزف الموسيقى الأشهر (بيلا تشاو) ، أو ملتقطي النفايات مع عرباتهم الحديدية لجمع وفرز النفايات أو المشهد الأقسى هو المشرد النائم بملابسه الرقيقة وبعض الاغطية فوقه 


 ربما أصبح كل هؤلاء هم جزء لا ينفك من حياة المدينة اليومي , كبائع عربة الطعام وضوضاء الشوارع وحيويتها وكل ما يعطي للمدن روحها , ولكن لا ينبغي أن يصبح المشهد عاديا , في خضم انشغالاتنا ومشاكلنا وهمومنا و فرحنا وسعادتنا يغيب عنا احيانا التفكير فيمن حولنا , أصبحوا جزء من الإيقاع اليومي في حياتنا , دون أن نعير أهمية اين يعيشون و كيف يأكلون وكيف يمكنني أن أساهم!


في أحد الايام وأثناء عودتي رأيت طفلين امام الحاوية أعمارهم بين العاشرة والثانية عشر يلتقطون النفايات ويضعونها في كيس كبير مسند على عربة حديدية تجر ، ذهبت إليهم لاارى ماذا يفعل طفلين صغيرين في دفع عربة ضعف حجمهم و في نية شراء بعض الطعام لهم ، رفضوا بأي شكل محاولتي في شراء الطعام لهم وقالوا بأنهم لا يحتاجونه " الحمدلله نأكل كل يوم غذاء مشبع وكافي" 


يعيش هؤلاء الأطفال مع أهلهم في منزل متواضع جدا في احد الاحياء الفقيرة في اسطنبول ويتكون غذائهم اليومي من البسكويت و مشروب البيبسي فقط  ، ويخرجون كل يوم لتلقيط النفايات وفصلها وفرزها وبيعها


ففي العالم الذي نعيش فيه اليوم الجميع معرض لفقدان احدى ملذات حياته الاقتصادية , ومن غير المستبعد ان ينتقل الشخص المقتدر أو الغني إلى حالة اقتصادية متدنية او حتى الى شخص فقير الى  فقر مدقع يضطره للعمل في الشوارع , و مع عدم توفر فرص العمل وغلاء المعيشة وقلة الرواتب يكافح الكثير من أجل مستوى معيشي مقبول , وبسبب السعي المستمر للحاق وراء الركب الاقتصادي ينسينا احيانا تفقد أوضاع الآخرين


photo by John Moeses Bauan from unsplash

كل هذا يثير تساؤلات: هل سيبقى الناس هكذا وكيف يمكننا المساعدة ، وأين تقف واجباتنا تجاه الآخرين؟


تقدر اليونيسف، أنه إذا لم نتصرف بحلول عام 2030 سيعيش أكثر من 165 مليون طفل حول العالم في فقر مدقع، أو سيعيش على أقل من 1.90 دولار في اليوم ويموت ما يقرب من 70 مليون طفل دون سن الخامسة لأسباب يمكن تجنبها إلى حد كبير



أين يقف حدود واجباتك تجاه الغير


علمنا منذ الصغر من مبدأ ديني واجتماعي عن أهمية مساعدة الغير وتقديم يد المساعدة  لهم وعدم البخل عليهم , وقول الكلمة الطيبة دوما والشعور بالآخر ، اذ كرس هذا المبدأ مفهوم المسؤولية المجتمعية والتكافل الاجتماعي والعمل الصالح ,مكونة مجتمعات حيوية متفاعلة لا منكفئة على ذاتها 


ولكن في الاونة الاخيرة ومع الانهيار الاقتصادي الحاصل وتزايد اعداد المحتاجين , وحاجتنا نحن للمال من اجل المعيشة , اصبح من الصعب مساعدة الغير بشكل يؤهله من الوقوف على قدميه , و يرفض الكثير المساعدة اما بسبب مواقف اختبروها او قصص سمعوها , خلق عدم ثقة من البعض في اعطاء اموال لهم دون جدوى 


بينما يلقي الاخر من مسؤولياته وعناء التفكير والشعور بالذنب الى الحكومات وبالطبع لا يمكن إنكار ضرورة واهمية دور الحكومات للفقراء وتوفير لهم فرص عمل وحياة أفضل 


وفي ذات الوقت تقع على الفقراء أنفسهم مسؤولية تولي أنفسهم , إذ بات البعض بسبب المساعدات لا يحرك ساكنا ويبقى على حاله لضمان أن المساعدات قادمة لامحالة 


ولكن كل هذا لا يعفينا هذا من مسؤوليتنا كأفراد تجاه المجتمع و كانسان لديه ضمير, فمع الكم الهائل من المحتاجين اليوم تبقى بعض المساعدات وقتية ، غير نافعة بشكل نهائي , كتوفير بيت أو عمل  , وبالطبع لن استطيع انا كشخص أو نحن مجموعة من الأشخاص مساعدتهم كليا 


ولأن البعض يفعل العكس ويبالغ في المساعدة والعطاء بينما يقصر على نفسه وعائلته ، فيقع سؤال اخر في


كيف أوازن بين مصروفاتي ومساعدة الاخرين


ولاننا لن تستطيع توفير الكثير من الامور لهم , خلقت المجتمعات حكومات مصغرة، كيف؟ 


افتتح البعض جمعيات صغيرة متكونة من عدة أعضاء لترتيب التبرع بالأموال بشكل دوري بكم ولمن تذهب , والبعض الآخر كون فريق تطوعي تموله التبرعات ويعمل في بناء البيوت وتوفير فرص عمل وحياة كريمة 


في تركيا مثلا يضع بائعي الخضار امام المحلات صناديق للفاكهة والخضار مخصصة للمحتاجين ويدفع المال كل مشتري يريد المساعدة , وفي الافران يتبع ذات النمط 


ويمكنك كشخص أن تفعل مبلغًا صغيرًا للمساعدة في ما يلي بعض النقاط العديدة التي يمكنك الاستفادة منها:



  • يمكن أن تخصص مبلغ صغير تعطيه لمن يحتاجه كل شهر او كل شهرين 

  • يمكنك اعطاء مبلغ مالي لاحدى المطاعم لاطعام الفقراء 

  • اتفق مع احدى محال للملابس وضع صندوقا توضع بها ملابس جديدة واحذية من تبرعات ويخبر كل من يريد التبرع فتصبح صدقة جارية 

  • تعاون مع الشرطة المحلية في إيواء المشردين في المأوى الخاصة بهم , اذ توفر بعض الحكومات أرقاما لمن يجد اي مشرد 


Post a Comment

0 Comments