فرق تطوعية تغير واقع المدينة

 

photo by Levi Meir Clancy from unsplash

دفع أهالي الموصل ضريبة كبيرة أثناء دخول مايعرف بتنظيم داعش عام 2014 حيث عاشت المدينة ثلاث سنوات من الخوف المخيم حتى تحرير المدينة سنة 2017 ، قتل وشرد العديد وتعرضت المساكن إلى دمار كبير إثر استهدافها بالقصف الجوي والمدفعي بعد معارك استمرت تسعة أشهر ، شارك فيها التحالف الدولي في مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية والقوات العراقية ضد تنظيم داعش ، أدى إلى موجة نزوح كبيرة.

الجزء الغربي من المدينة كان الأكثر ضرراً (الجانب الأيمن والمنطقة القديمة) يعتبر نبض المدينة بشوارعها ومبانيها العريقة التراثية، حيث أدى استمرار المعارك في أزقة المدينة الضيقة الى فقدان التنظيم معدات وارواح كبيرة ، الأمر الذي جعله يفرض حصاراً شديداً على أهالي المدينة ما يقارب الشهرين ، ومع شحة الطعام والمياه اتجه الأهالي إلى ورق الأشجار والخبز المتبقي للبقاء على قيد الحياة.

ما بعد التحرير

ستة أعوام مرت على تحرير المدينة ومشاهد الدمار لاتزال سائدة في جزئها الغربي الذي يعتبر الشريان الحيوي الكبير للمدينة وسط غياب شبه تام لدور الحكومات المحلية والاتحادية في إعادة إعمار المدينة.

في تقرير أصدرته المنظمات الدولية حول الوضع الإنساني والخدمي في المدينة” هنالك أكثر من 380 ألف شخص من سكان المدينة بلا منزل، وأحيائها عبارة عما يصل إلى ثمانية ملايين طن من الحطام” والجثث تحت الأنقاض

ووفق احصائيات وصلت نسبة الدمار فيها الى 80% و40,000 شهيد و11 ألف مبنى مدمر و63 دار عبادة بين مسجد وكنيسة، غالبيتها تاريخية، و308 مدرسة، و12 معهدا، ولا تزال أعداد المدنيين الذين قتلوا خلال الحرب غير دقيقة

ولكن استعادت المدينة عافيتها في الجانب الأيسر بشكل سريع من خلال جهود أهالي المدينة والفرق التطوعية ، عملوا على انتشال مدينتهم من الدمار و إزالة الحطام الذي خلفه النزاع لإعادة تأهيل شوارع الموصل ، وأقيمت الندوات والمهرجانات الثقافية والترفيهية

في حين يشكو سكان الموصل من ضعف كبير في عملية الإعمار، ويصفونها بأنها “تسير على ظهر سلحفاة” وتتهم الحكومة المحلية “بالتقاعس الشديد” في إعادة الإعمار.

photo by Levi Meir Clancy from unsplash

الفرق التطوعية — ابطال من الواقع

“الله يخليكم اخذو الطفل من ايدي ترى راح يموت “ يستذكر محمد مسعود جمعة احد المؤسسين لفريق تطوعي (خلوها أجمل) أحداث عاصرها اثناء تحرير المدينة في الجانب الأيمن ، واصفاً قصة الأم أثناء المعركة

عند استقبالنا للناجين والنازحين على ضفاف نهر دجلة بسلات غذائية سريعة ، يأتي الناس وهول المعارك لايزال في وجوههم “جاءت امرأة وفي يدها طفل لا يتجاوز الخمسة أشهر والطفل كانت بطنه منتفخة من المواد البديلة للحليب ( كالحنطة) و سلمتنا إياه ، تخيلوا أم تستغنى عن طفلها ! “.

لم يقف الشباب الموصلي مكتوفي الأيدي بعد إهمال الحكومة المركزية والمجتمع الدولي للمدينة ونظراً للاضطهاد الذي كانوا يتعرضون له من قبل التنظيم انبثقت همم الشباب اثناء التحرير ، لتشهد المدينة حركة واسعة من المجاميع التطوعية وهم يعملون على تنظيف المنشآت الحيوية واعادة تأهيل الكنائس التاريخية و توزيع المواد الغذائية والعلاجات الطبية و الحملات الاغاثية ، تلك المدينة التي كان يتميز اهلها بالتقاعس و المصطلح الموصلي الشائع ب (أنا اش علي )

يتحدث محمد مسعود مدير ومنسق فريق (خلوها اجمل) عن دافع مشاركة المئات من الشباب في العمل التطوعي للموصل “احساسنا بالمسؤولية والدور الكبير للشباب هذا اهم عامل دفعنا كشباب للانخراط بالعمل التطوعي كي نرى مدينتنا كما نُحب يجب ان نعطي جهد اكبر ونعمل بشكل مضاعف والمحفز هو أنه علينا أمانة ومسؤولية بالعمل”

محمد مسعود من بين المئات من الشباب الذين تحملوا مسؤولية مساعدة الناس ومدينتهم بعد ثلاث سنوات من قمع داعش في المدينة

بدأ محمد مسعود في تكوين فريق من 50 متطوع والمشاركة في حملات عدة “اولى المبادرات بعد تحرير كانت في مناطق الجانب الأيسر في تاريخ 26–1–2017 انطلقنا بحملة تنظيف مستشفى الخنساء تضمنت حملات إغاثية وتوعوية وتنموية” وصل العدد الفعلي للفريق الى 100 متطوع ويزيد “ نعمل كخلية نحل لافرق بين ممثل للحملة وبين المتطوع واليوم اغلب عملنا في الجانب الأيمن لرفع الأنقاض من الافرع الضيقة ونقوم ايضاً بحملة فريدة لتنظيف المنازل من الأنقاض”

ويكمل عن همم شباب الموصل “قبل سنة 2014 لم يكُن هناك الكثير من الفرق التطوعية والانشطة على عكس اليوم نرى الكثير وهذا شيء إيجابي جداً ويضيف محمد “الجميع يرى ما قدمه الشباب المدني التطوعي من انشطة لعودة الحياة ليس فقط اعمال تنظيف هناك أعمال ثقافية أنشطة فعاليات مهرجانات كلها ساهمت بشكل كبير لعودة الحياة”

علا عثمان مؤسسة لفريق تطوعي بدأت في مد يد العون أثناء النزوح عند دخول داعش الى المدينة عام 2014 حتى تشكيل فريق تطوعي يتكون من سبعة أشخاص “كوني نازحة وعشت نوعا ما شعور النزوح وترك مدينتي وفقدان كل شيء. وحبي لمدينتي وأهلي وهم خارجين من بطش داعش دفعني للعمل التطوعي من أجل التخفيف عنهم وعن معاناتهم.”

وتكمل “العمل التطوعي جزء من حياتي لا اقدر الاستغناء عنه فالناس بحاجة لنا وأسعد عندما أرى المحتاجين والمتعففين السعادة بادية على وجوههم عند تقديم الخدمة والمساعدة لهم.”

وأطلق شباب الموصل حملة تحت هاشتاغ #بدينا تزامناً مع إعلان خلية الازمة في نينوى حملة تنظيف كبرى في 6 نيسان بمشاركة فرق التطوعية ومنظمات خيرية، بالإضافة إلى الأهالي وبلدية الموصل والدوائر الخدمية والدفاع المدني.

يتفق الكثير من اهالي الموصل على ان الفرق التطوعية التي تشكلت والجهود الشبابية والطاقات التي تكونت كانت هي احدى الايادي الفاعلة في اعادة الروح الى المدينة ، وصلت أعداد الفرق التطوعية في المدينة ما يقارب 20 فريقا تطوعيا

ثورة الدنابر

بعد شهور على طرد القوات العراقية مقاتلي تنظيم داعش من الموصل، لا تزال جبال من ركام الابنية المدمرة تسد الشوارع الرئيسة وتخفي تحتها جثثا لم تجمع، وكذلك الحال في شوارعها وأزقتها المهجورة في المدينة القديمة التي شهدت معركة حامية ، الذي يعرقل عودة الاهالي الى منازلهم

مما دعا الى قيام بعض الناشطين بمبادرة اطلقت على مواقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك” سميت بثورة الدنابر لإزالة مخلفات الحرب والانقاض من مناطق الموصل القديمة ، واستخدم الذي يعرف محليا بـ (الدنبر) في رفع الأنقاض من مدينة الموصل القديمة بسبب عدم قدرة الآليات الكبيرة للدخول في أزقتها الضيقة

ويقول أيوب ذنون أحد مبادري فكرة (ثورة الدنابر)

“إن حاجة المدينة وأهلها وروحنا الإنسانية تدفعنا إلى العمل التطوعي المساهمة بعودة الحياة إلى الموصل ما بعد الحرب وبالخصوص المناطق المنكوبة كالمنطقة القديمة وكذلك لتقديم يد العون للأهالي وإعادة الأمل إلى قلوبهم بغد اجمل.”

ويكرر عن الفرحة من هذا العمل ومشاركة العديد من الشباب والاثر الذي نراه على الأرض ووجوه من نقدم لهم المساعدة بالعودة التدريجية وبسرعة للحياة خاصة في الجانب الأيسر” ويعقب “ما قدمه المتطوعون خلال عام يوازي او أكثر مما قدمته الحكومة

ذنون شاب طموح ومؤمن أن مدينته ستعود مجدداً ، بدأ بمبادرة صغيرة وأسس فريق (smile) لرسم الإبتسامة وبث روح التفاؤل بعد ما رآه من ظلم داعش ، وافتتح أيوب صيدلية لتخصصه في هذا المجال اثناء تحرير المدينة “في وقت المعارك والمحاصرة افتتحت عيادة خيرية في المنطقة القديمة استقبلت فيها ما يقارب 1500 شخص خلال ثلاثة أشهر”

بدأ ايوب مبادرة (ثورة الدنابر) عن طريق إطلاق حملة على (الفيس بوك) لرفع الأنقاض من المنطقة القديمة ب2500(2$) وهي سعر ذهاب ( الدمبر)

“راسلت كثير من الفرق والشباب لكن كان هناك تخوف بسبب وجود بعض المخلفات الحربية و الجثث ، عشرات المناطق تم تنظيفها في الموصل القديمة وافتتح مئات الافرع منذ بداية الحملة شارك أكثر من مئة متطوع ورفعنا إلى اليوم ما يزيد عن 17000 متر مكعب من الأنقاض وعودة أكثر من 400 عائلة إلى منازلها بعد أن رُفعت الأنقاض من الأزقة “

ويشير الى أن تمويل الحملة كاملة من التبرعات الأهالي”بالبداية كان التبرع عبر الأقارب والأصدقاء ثم بعد تخصيص رقم موبايل بعمل وصولات استلام المبالغ ولا علاقة لنا بأي مبلغ يسلم بدون وصل” ويؤكد “تبرعات الخيرين فاقت التوقعات”

بندر العكيدي أحد المساهمين في حملة (ثورة الدنابر) كشف عن الدافع الذي جعلهم يشاركون في المدينة “بسبب التقصير من جانب الجهات الحكومية كان يجب أن نبادر نحن لخدمة مدينتنا “

بندر كغيره من شباب الموصل شعر بواجبه تجاه مدينته كفرد فعال في المجتمع والمساهمة في إعادة إعمار المدينة ، شارك في مبادرات عدة و شكل فريق (مثابرون للخير) “الشباب لهم الدور الرئيسي في اعادة الحياة الى المدينة التي بدأت بحملات بسيطة ، العمل التطوعي أصبح جزء من حياتنا وبقدر ما يقدم خدمة انسانية للناس هو يقدم خدمة لأنفسنا وذواتنا”

وجد بندر في (ثورة الدنابر) فرصة لمساعدة اهالي الموصل القديمة للعودة الى منازلهم “ بسبب شكوى الأهالي من الأنقاض في الفروع دخل اول دنبر للموصل القديمة ومن تبرعات الخيرين بدأنا في حفر بئر في الموصل القديمة وتحديدا منطقة المشاهدة “ ويضيف “ ثورة الدنابر كان لها تأثير كبير في الموصل القديمة وكانت أحد أسباب عودة الحياة اليها وتبعتها حملات عديدة وبادر كذلك عد فرق تطوعية في حملة رفع الأنقاض التي رفع آلاف الأنقاض حتى الآن”

وعن الحوادث التي تعرض لها يقول “ إن الحوادث كثيرة ولكن واحدة منها تبرز ، هممنا انا واحد الشباب الناشطين في زيارة طفل مريض ليلاً للإطلاع على حالته الحرجة ، الطفل كان وضعه مأساوي عجزت أمه عن توفير الغذاء والعلاج له فتركته عند جدته لأنها حالتهم المادية ضعيفة ، طلبنا من جدته ان نأخذه الى المشفى رفضت في بادئ الأمر، عند وصولنا الى المشفى في لحظات توفي الطفل ، كان منظراً مؤلماً جداً لا انسى هذا الموقف في حياتي وبسببه شكل لي دافعا ان اكمل في مساعدة الآخرين و إنقاذ أكبر عدد من الناس “

حازت (ثورة الدنابر) جائزة أفضل عمل تطوعي على مستوى الوطن العربي لعام 2018

بيوت في العراء وإعادة الإعمار

photo by Levi Meir Clancy from unsplash

في زقاقات الموصل القديمة وشوارعها المتعرجة الدالة على قدمها وعراقتها التقينا بأحد الناجين من الحرب المقيمين منذ زمن في المنطقة القديمة ، قرر العم أن يبقى اثناء دخول تنظيم داعش حتى خروجهم من المدينة أثناء تحريرها بالرغم شدة الصواريخ والهاونات المنهمرة يقول”حبي للمنطقة وعشقي لها أوقفني من الخروج الموصل القديمة هي القلب النابض لأهل الموصل ونينوى كاملة”

ويحث الأهالي للعودة الى المنطقة القديمة كي تعود للحياة من جديد ويعقب “ يسكن الآن القليل من العوائل وأعيد افتتاح كم محل يعد على أصابع اليد” ويؤكد إن إعمار المناطق (المتواضع) من قبل الأفراد وعودة سكانها هو ما سيعيد مجرى الحياة فيها “الناس عندما ترى منظر افتتاح المحلات التجارية الانيقة والبيوت المعمرة ستشعر بالحياة وكي تعود كما كانت سابقاً وأفضل”

ويرى العم أن قلب نينوى هي الموصل القديمة “الحياة والشغل لن تعود الا اذا اعيد الاعمار في الموصل القديمة وبدون تعاون الأهالي المدينة فيما بينهم لن يحدث تحسن”

وباشر بعض من سكان المدينة بالاعتماد على جهودهم الذاتية بإعادة الإعمار و بسبب الصعوبات المالية التي يواجهها الكثير للعودة إلى منازلهم اضطر منهم للاستدانة لإعمار المنازل بمساعدة الفرق التطوعية واعتمد آخرون على جهودهم الشخصية في تنظيف المنطقة ورفع الأنقاض والركام من الأسواق وترميم محالهم التجارية

واستعادت منطقة (الدواسة) في الجانب الأيمن أقل المناطق تضرراً ، حيويتها وافتتحت المحال التجارية والبضاعات المتنوعة، اضافة الى عودة الطلاب سريعاً إلى جامعة الموصل بعد أن أعادت فتح أبوابها في أيار (مايو) 2017

ولكن إصلاح البنى التحتية لشبكة المياه والكهرباء تحتاج إلى جهد حكومي ، و يشكو أهالي الجانب الأيمن من عدم توفر مستلزمات الحياة الأولية وانعدام الدعم الحكومي وعدم صرف تعويضات لسكان المناطق المتضررة، ويسكن أغلب سكان الجانب الأيمن خارج مناطقهم بسبب تسوية بعض الأفرع السكنية مع الأرض .

ومن جانب آخر يذكر أن بلغ نصيب محافظة نينوى بعد اقرار الموازنة في البرلمان العراقي 2 بالمئة من الموازنة العامة للعراق ايّ تقدر بنحو 280 مليار دينار عراقي وتعتبر نسبة ضئيلة جدا لحجم دمار المدينة التي لاقت اعتراضاً شديداً من قبل نواب المحافظة

ويشير الباحث في الشؤون العراقية يحيى الكبيسي عن قانون الموازنة لهذا العام في تقرير له “ تحليل القانون يكشف بأن عملية الإعمار تفتقد تماما الى الرؤية، والى الاستراتيجية، كما يكشف عن استمرار العشوائية في ما يتعلق بالمشاريع المتعلقة بهما، وعدم تحديد للأولويات. فالقانون لم يلتفت إلى النازحين إلا في مادة وحيدة”

ويؤكد الكبيسي على غياب التخطيط والعشوائية “المبالغ المخصصة لإعادة الإعمار إما تم توزيعها بطريقة غير مفهومة، أو أنها خصصت تحت عنوان واسع هو إعادة الإعمار، وبالتالي ترك للجهات المختلفة التنازع على أولويات صرف هذه المبالغ”

الجثث تحت الأنقاض

إحدى المشاكل الكبرى التي تواجه المدينة هي أعداد الجثث الكبيرة التي ترقد تحت الأنقاض وعجز الحكومة المحلية والمركزية عن حل هذا الملف.

ما دفع أبناء المدينة وفرق تطوعية في انتشال الجثث مستأجرين جرافات وأدوات حفر ، للتخلص من الروائح “الكريهة” والأوبئة والأمراض التي تجلبها الجثث

وشارك فريق الدفاع المدني في انتشال العديد الجثث ولكن بسبب احتواء المناطق على الألغام والعبوات الناسفة وضيق المناطق يصعب من عملية رفعها ودخول الآليات الكبيرة

ومن جانبه قال المرصد العراقي لحقوق الانسان في بيان ينقل عن مصادر طبية أنه لا يزال هناك ما بين 500 و600 جثة لم يتم انتشالها في المدينة القديمة من الموصل فقط ، واكد عن الأضرار الناتجة من الجثث أنها “ ستكون مصدر تلوث الهواء وانتشار الأمراض وربما تسبب حالات جرب لدى بعض السكان”.

وانتقد المرصد العمليات الميدانية المستمرة منذ أشهر عدة في انتشال الجثث، ووصفها بأنها “ضعيفة ولا ترتقي لحجم الكارثة التي يعاني منها سكان مدينة الموصل”، محذرا من استمرار وجود “المئات من الجثث تحت المنازل المهدمة وفي الطرقات”.

في حين أعلنت مفوضية حقوق الإنسان العراقية أن أعداد الجثث ورفات المدنيين الذين تم انتشالهم من تحت أنقاض الموصل بلغت حتى الآن 2265، من بينها 851 طفلاً.

أمام العجز الحكومي وتأثرها بالوضع المأساوي للمدينة ، الذي بات يشكل مشكلة وعائقا في المدينة شكلت الناشطة والممرضة الموصلية سرور عبد الكريم الحسيني أول فريق تطوعي لجمع الجثث والأشلاء الموجودة ، وبعد مرور 4 أشهر على انتهاء المعركة في شوارع الموصل القديمة انتشل الفريق1350 جثة في مع بلدية الموصل لنقل الجثث إلى الطمر الصحي.

أوقفت سرور عن العمل هي وفريقها من قبل محافظ نينوى نوفل العاكوب مبرراً “عدم امتلاكها تصريح دخول يخولها” في انتشال الجثث

ملفات فساد

اتهم محافظ نينوى نوفل العاكوب لتورطه بملفات فساد ما يتعلق بعقود رفع أنقاض وإعادة إعمار الموصل بعد حادثة العبارة في الموصل التي راح ضحيتها 120 شخصاً حتى الآن حسب الطب العدلي وأقيّل المحافظ على اثرها بعد اعتراض شديد من أبناء المحافظة

وكشف مؤخراً تقريرا للجنة تقصي الحقائق يتألف من 40 صفحة بالأسماء عن مسؤولين وضباط، وأشخاص آخرين وجهات مختلفة، متورطين بفرض سيطرتهم بالقوة على المحافظة، وتنفيذ عمليات تهريب و فساد وابتزاز وتهديد للمواطنين، في وضع يشكل خطرا كبيرا على المحافظة.

وخلص تقرير اللجنة عن “هيمنة ما يعرف بـ”المكاتب الاقتصادية” التابعة للمليشيات، وممارستها عمليات ابتزاز مختلفة وعمليات بيع أراضي الدولة، وسرقة النفط ، وسرقة أنقاض المباني المدمرة وبيعها خارج الموصل، وتفشي الرشاوى و الإتاوات في المدينة من قبل عدة أطراف”.

وأشار إلى “وجود مؤشرات احتقان خطير سببته الممارسات السلبية لقوات الأمن و”الحشد الشعبي” ضد السكان العائدين لمنازلهم.

وشكل مجلس النواب لجنة تقصي الحقائق في محافظة نينوى برئاسة أسامة النجيفي نهاية 2018 مكونة من 34 نائباً لتقصي حول الأحداث الأمنية والاقتصادية والخدمية والإنسانية في نينوى.

ويعاني العراق منذ سنوات من فساد استشرى في مؤسساته. واحتل العراق المرتبة 12 بين الدول الأكثر فساداً في العالم